هو شهر رمضان الكريم تنقضي أيامه وتمر سريعا...بقدوم العشر الآواخر ، تعلن انتهاء أيام الرحمة ثم أيام المغفرة ويبقى الأمل الأخير والفرصة العظيمة في العشر الأواخر من رمضان. فهذه الأيام المباركة التي فيها ليلة خير من ألف شهر ليلة القدر التي نسال الله العلى العظيم أن يرزقنا جميعا قيامها وإحيائها اللهم أمين أيها الإخوة الكرام، العشر الأواخر فرصة لا تعوض فلنقبل على ربنا ، نتقرّب اليه ونقترب منه لنتجرّع الحب والحنان والرحمة والغفران...في هذه الأيام والليالي مطلوب منا أن نسامح أنفسنا وإخواننا ومن ظلمناه وظلمنا .. مطلوب منا ،في هذه الأيام المباركة أن لا ننسى اخواننا المحاصرين وعلى رأسهم استاذنا الدكتور الصادق شورو، واخواننا في غزة، والمحتلين في العراق والصومال والشيشان وأفغانستان وباكستان وكشمير وغيرهم من إخواننا المستضعفين والمعذبين في الأرض.. الدعاء ورفع الأيدي الى السماء والتوجّه الى العزيز الغفار بقلوب سليمة طالبين منه أن يفرّج همومنا وكربنا وان ينصر إخواننا في كل مكان...هذه أيام من أيّام الله المباركة فلا نضيّعها...فلنشمّر جميعا.. فلنشمر عن سواعدنا ...ولنجتهد فيها ... عله يغفر لنا ... فاننا مذنبون ... من منا لا يذنب ... ومن منا لا يعصي ربه .إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، وكأني بعشره تولي مدبرة صارخة فينا : استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه... وقد لا يلتقي بنا في أزمنة قادمة... فمن منا أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فلنستمتع منه فيما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، ولنستودعه عملاً صالحاً يشهد لنا به عند الملك العلام، ولنودّعه عند فراقه بأزكى تحية وسلام. زفرة أخيرة قبل وداع الشهر : يا شهر رمضان ترفّق، دموع المحبين تُدفَق، قلوبنا من ألم الفراق تَشَقّق، عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرّق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الإستبداد والظلم يُطلَق، عسى من استوجب النار يُعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يُوفّق. فيا ترى من المقبول فنهنيه ومن المحروم فنعزيه... فلنحذر فإن المحروم من حرم الثواب... فالله نسأل أن يجعلنا وإياكم من عتقائه من النار ومن المقبولين... والحمد لله رب العالمين.